نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 519
مقدمة المؤلف الحمد لله الذي تفرد بالأزلية والقدم ، واشتق نور الوجود من ظلمة العدم ، وأسس قواعد الشرع على وفق المصالح والحكم ، وفضل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأمم ، وأنزل القرآن فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، وحذر عن اتباع الملاذ والشهوات ، وأمر بالوقوف عند الشبهات ، وأنذر عن متابعة الآباء والأمهات ، والصلاة والسلام على من قدمه على جميع أنبيائه ، وفضله على كافة أصفيائه ، ( محمد ) المختار ، صلى الله عليه وعلى آله ، ما أظلم ليل ، وأضاء نهار . أما بعد : فقد ورد - إلى المقصر مع ربه ، التائب إليه من ذنبه ، الطالب من الله السداد ، ( جعفر ) أقل طلبة أهل ( بغداد ) - كتاب كريم ، مشتمل على كلمات كالدر النظيم ، ممن لم يزل بالمعروف آمرا ، وعن المنكر ناهيا زاجرا ، الآمر بعبادة المعبود ، الشيخ عبد العزيز بن سعود [1] . فلما نظرته وتدبرته وتأملته وتصورته ، خلوت في زاوية من الدار ، وتصفحته تصفح الأنصاف والاعتبار . وقلت متهما لنفسي بالميل إلى العصبية والعناد ، والركون إلى ما عليه الآباء والأجداد : يا نفس اعرفي قدر دنياك ، واحذري شر من أغوى أباك ، لقد تخليت عن نعيم الدنيا بحذافيرها ، وقنعت بقليلها ، ولو بقرص شعيرها ، وتجنبت دار العزة والوقار ، واخترت العزلة والخمول في هذه الديار . فلو كنت في كبار البلدان ، من ممالك بني ( عثمان ) ، أو في بعض بلدان فارس وإيران لجاءت إليك الدنيا من كل جانب ومكان ، ونلت من النعيم ما لم ينله إنسان ، فاحذري أن تكوني مع الأعراض عن هذه النعم الفاخرة ، ممن قد خسر الدنيا والآخرة . فلما شممت منها رائحة التصفية ، ورأيت أن نسبة المذاهب - لولا الله عندها - على التسوية ، وجهتها إلى الكشف عن حقيقة الجواب عن الشبة الموردة في ذلك الكتاب ،
[1] عبد العزيز محمد بن سعود ( أمير آل سعود في دولتهم الأولى ) ، ولد سنة 1132 ه / 1720 م ، وولي بعد وفاة أبيه عام 1179 ه / 1765 م ، وكانت عاصمة حكمه ( الدرعية ) بنجد ، واتسعت الفتوحات في أيامه ، وامتد ملكه من شواطئ الفرات إلى رأس الخيمة وعمان ، ومن الخليج الفارسي إلى أطراف الحجاز وعسير . اغتاله رجل من أهل العمادية ( من ديار الجزيرة ) في جامع الدرعية سنة 1218 ه / 1803 م . الأعلام للزركلي : 4 / 27 .
519
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 519