نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 46
والجواب عن الأول : المعارضة بالله تعالى ، فإنه تعالى قادر ، فإن افتقرت القدرة إلى المرجح - وكان المرجح موجبا للأثر - لزم أن يكون الله تعالى موجبا لا مختارا ، فيلزم الكفر . وعن الثاني : أي شركة هنا ؟ ! والله تعالى هو القادر على قهر العبد وإعدامه ، ومثال هذا أن السلطان إذا ولى شخصا بعض البلاد ، فنهب وظلم وقهر ، فإن السلطان يتمكن من قتله والانتقام منه واستعادة ما أخذه ، وليس يكون شريكا للسلطان . وعن الثالث : أنه إشارة إلى الأصنام التي كانوا ينحتونها ويعبدونها ، فأنكر عليهم وقال ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعلمون ) [1] . وذهبت الأشاعرة إلى أن الله تعالى مرئي بالعين ، مع أنه مجرد عن الجهات ، وقد قال تعالى ( لا تدركه الأبصار ) [2] ، وخالفوا الضرورة في [3] أن المدرك بالعين يكون مقابلا أو في حكمه ، وخالفوا جميع العقلاء في ذلك وذهبوا إلى تجويز أن يكون بين أيدينا جبال شاهقة من الأرض إلى السماء ، مختلفة الألوان لا نشاهدها ، وأصوات هائلة لا نسمعها ، وعساكر مختلفة متحاربة بأنواع الأسلحة ، بحيث يماس أجسامنا أجسامهم [4] ، لا نشاهد صورهم ولا حركاتهم ، ولا نسمع أصواتهم الهائلة ، وأن نشاهد جسما أصغر الأجسام ، كالذرة في المشرق ونحن في المغرب مع كثرة الحائل بيننا وبينها ، وهذا عين السفسطة [5] . وذهبوا إلى أنه تعالى آمر وناه [6] في الأزل ، ولا مخلوق عنده [7] ، قائلا ( يا أيها النبي اتق الله ) [8] ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) [9] ( يا أيها الناس اتقوا ربكم ) [10] . ولو جلس *