نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 44
الكذابين ، فلا يبقى لنا طريق إلى تميز الصادق من الأنبياء والكاذب [1] . ومنها : أنه يلزم منه تعطيل الحدود والزواجر عن المعاصي ، فإن الزنا إذا كان واقعا بإرادة الله تعالى ، والسرقة [2] إذا صدرت من الله تعالى ، وإرادته هي المؤثرة ، لم يجز للسلطان المؤاخذة عليها ، لأنه يصد السارق عن مراد الله تعالى ويبعثه على ما يكرهه الله تعالى ، ولو صد الواحد منا غيره عن مراده ، وحمله على ما يكرهه ، استحق منه اللوم . ويلزم أن يكون الله مريدا للنقيضين ، لأن المعصية مرادة [3] الله تعالى ، والزجر عنها مراد له أيضا . ومنها : أنه يلزم منه مخالفة المعقول والمنقول ، أما المعقول ، فلما تقدم من العلم الضروري بإسناد [4] أفعالنا الاختيارية إلينا ، وقوعها بحسب إرادتنا ، فإذا أردنا الحركة يمنة لم يقع يسرة ، وبالعكس ، والشك في ذلك عين السفسطة . وأما المنقول ، فالقرآن مملوء من إسناد [5] أفعال البشر إليهم ، كقوله تعالى ( وإبراهيم الذي وفي ) [6] ( فويل للذين كفروا ) [7] ، ( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) [8] ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت [9] ( اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) [10] ( لتجزى كل نفس بما تسعى ) [11]