نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 187
وأما كونه أنيسه في العريش يوم بدر فلا فضل فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أنسه بالله تعالى مغنيا له عن كل أنيس ، لكن لما عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أمره لأبي بكر بالقتال يؤدي إلى فساد الحال ، حيث هرب عدة مرات في غزواته [1] . فأيما أفضل القاعد عن القتال أو المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ؟ [2] . وأما إنفاقه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكذب ، لأنه لم يكن ذا مال ، فإن أباه كان فقيرا في الغاية ، وكان ينادي على مائدة عبد الله بن جدعان بمد في كل يوم يقتات به . فلو كان أبو بكر غنيا لكفى أباه . وكان أبو بكر في الجاهلية معلما للصبيان ، وفي الإسلام كان خياطا . ولما ولي أمر المسلمين منعه الناس من الخياطة ، فقال : إني أحتاج إلى القوت ! فجعلوا له في كل يوم ثلاثة دراهم من بيت المال ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قبل الهجرة غنيا بمال خديجة ، ولم يحتج إلى الحرب وتجهيز الجيوش ، وبعد الهجرة لم يكن لأبي بكر شئ البتة ( على حال
[1] قال العلامة الأميني في الغدير 7 : 200 بعد ذكر فرار أبي بكر وعمر يوم خيبر وذكر من أخرجه ، ويعرب عن فرارهما يوم ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما فرا : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ليس بفرار ، وفي لفظ : كرار غير فرار . . . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي فيما يعزى إليه من القصيدة العلوية : وما أنس لا أنس الذين تقدما * وفرهما والفر قد علما حوب وللراية العظمى وقد ذهبا بها * ملابس ذل فوقها وجلابيب إلى أن يقول : عذرتكما إن الحمام لمبغض * وإن بقاء النفس للنفس محبوب ليكره طعم الموت والموت طالب * فكيف يلذ الموت والموت مطلوب ؟ ثم تحدث عن حديث العريش مفصلا وأورد كلمة للإسكافي في رد الجاحظ . [2] قال تعالى : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) وقال تعالى : ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ) .
187
نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 187