كلا ما كان ذلك منه ولا يكون حتى تقوم الساعة فيظهر أمر الله وهم كارهون . يا محمد بن إبراهيم لا يدخلك الشك فيما قدمت له ، فإن الله عز وجل لا يخلي الأرض من حجة . أليس قد قال لك أبوك قبل وفاته : أحضر هذه الساعة من يعير ( 1 ) هذه الدنانير التي عندي ، فلما [ أبطئ ] ( 2 ) ذلك عليه خاف الشيخ على نفسه الوحا ( 3 ) ، قال لك : عيرها على نفسك ، وأخرج لك ( 4 ) كيسا كبيرا [ وعندك ] ( 5 ) بالحضرة ثلاثة أكياس وصرة فيها دنانير مختلفة النقد ، فعيرتها وختم الشيخ عليها بخاتمه وقال لك : اختم مع خاتمي ، فإن أعش فأنا أحق بها ، وإن مت فاتق الله في نفسك أولا ثم في وخلصني وكن عند ظني بك . أخرج - رحمك الله - الدنانير التي استفضلتها ( 6 ) من بين النقدين من حسابنا ، وهي بضعة عشر دينارا ، فاسترد من قبلك فإن الزمان أصعب ما كان ، حسبنا الله ونعم الوكيل . قال محمد بن إبراهيم : فقدمت العسكر وقصدت الباب زائرا ، فلقيتني امرأة فقالت : أنت محمد بن إبراهيم ؟
1 - عير الدنانير : وزنها واحدا بعد واحد . " القاموس : 2 / 140 - العير - " . 2 - أثبتناه من كمال الدين . وفي النسخ : " أبطأ " . 3 - " الرجا " ب ، " الوجا " ح . الوحا : السرعة ، يمد ويقصر ، وموت وحي : مثل سريع وزنا ومعنى . " المصباح المنير : 897 - وحى - " . والمراد به هنا حلول الموت سريعا . 4 - " إليك " كمال الدين . 5 - أثبتناه من كمال الدين . وفي النسخ : " وعدك " . 6 - " استقصيتها " أ . في لسان العرب : 11 / 525 - فضل - : " أفضل فلان من الطعام وغيره : إذا ترك منه شيئا " . وفيه أيضا نقلا عن الجوهري : " أفضلت منه الشئ ، واستفضلته بمعنى " .