نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 9
مقدمة الكتاب الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد : قد يحسب المرء أن ما خالف رأيه عقيدة وفكرا - نتيجة لتراكم القناعات الموروثة أو لغيرها من الأسباب - أنه باطل أو شاذ لا يعول عليه ، وهذا خطأ محض ، إذ يجب [1] أن تمحص آراء الطرف الآخر لاحتمال أن يكون الصواب معه ، ولولا ذلك لما عدل أحد إلى الحق بعد الاهتداء إليه . وإذا كان من الصعب على المرء أن ينسى ما اعتقده أو يتناساه إذا ما ثبت بطلانه ، فإن في تاريخ الإسلام العقائدي ما يثبت أن هناك صفوة من رجاله تركوا ما اعتقدوا به بعد انكشاف الحق ، إما بدراسة مختلف الآراء والنظريات في بطون الكتب والأسفار وعرضها على المعايير العلمية الدقيقة ، أو عن طريق حوار علمي يتناول الموضوع المعني من جميع جوانبه للكشف عن غوامضه ومن ثم اتباع الحق فإنه أحق أن يتبع قال الحق تعالى : * ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) * [2] ، ومن هنا تدخل المناظرة كسبيل مختصر يوفر الطريق الآمن للوصول إلى المحجة الواضحة ، غير أن هذا منوط بطلب الحق لا الجدل والمراء والمكابرة . ولما كان للمناظرة مثل هذه الأهمية البالغة لمعرفة الحق ، ولما فيها من
[1] كما يحكم بذلك العقل وذلك للأمن من الضرر الأخروي ، حتى ولو كان محتملا . [2] سورة الزمر : الآية 18 .
9
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 9