نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 526
يسلكوا طريقا يوصلهم إلى الحديبية لاحتواءها على الماء والأشجار ويهبطوا فيها ، وكانت الحديبية تبعد عن مكة عشرون كيلومترا ، وليعلم ما يكون أمره مع قريش . ثم أرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عثمانا إلى مكة وأشراف قريش فيذاكرهم حول مجئ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد فترة بلغ أن عثمان قد قتل ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا نبرح حتى نناجز القوم ، ودعا الناس إلى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة . [1] وبايع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المسلمين ، أن يدافعوا عن الإسلام إلى آخر لحظة ، ولم يمضي وقت حتى رجع عثمان سالما ، وأرعبت هذه البيعة قريشا فأرسلوا سهيل بن عمرو إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقالوا له : أئت محمدا فصالحه ، فكان صلح الحديبية ، وقالوا : أنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة [2] . فعندها نزلت الآية 181 من سورة الفتح ، ورضى الله عن الذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا فالأصحاب الذين رضي الله عنهم لا يجوز الطعن فيهم ! ! فقلت : أولا : إن هذه الآية المباركة تنحصر بالذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تشمل الآخرين . ثانيا : إن هذه الآية لا تشمل المنافقين الذين حضروا البيعة أمثال : عبد الله بن أبي ، وأوس بن خولي و . . . لأن جملة " رضى الله عن المؤمنين " أخرجتهم عن كونهم مؤمنين . ثالثا : الآية المذكورة تشير إلى الذين كانوا في زمن البيعة ورضي الله عنهم ،
[1] تاريخ الأمم والملوك للطبري : ج 2 ص 631 - 632 . [2] تاريخ الأمم والملوك للطبري : ج 2 ص 633 .
526
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 526