نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 522
قال : وكان بعض المعتزلة أيضا إذا ذكر ابن عباس استصغره وقال : صاحب الذؤابة يقول في دين الله برأيه . وذكر الجاحظ في كتابه المعروف " بكتاب التوحيد " أن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ولم يكن علي ( عليه السلام ) يوثقه في الرواية ، بل يتهمه ، ويقدح فيه ، وكذلك عمر وعائشة [1] . وكان الجاحظ يفسق عمر بن عبد العزيز ويستهزئ به ويكفره ، وعمر بن عبد العزيز وإن لم يكن من الصحابة فأكثر العامة يرى له من الفضل ما يراه لواحد من الصحابة . وكيف يجوز أن نحكم حكما جزما أن كل واحد من الصحابة عدل ، ومن جملة الصحابة الحكم بن أبي العاص ! وكفاك به عدوا مبغضا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! ومن الصحابة الوليد بن عقبة الفاسق بنص الكتاب ، ومنهم حبيب بن مسلمة الذي فعل ما فعل بالمسلمين في دولة معاوية ، وبسر بن أبي أرطأة عدو الله وعدو رسوله ، وفي الصحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم الناس ، وقال كثير من المسلمين : مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يعرفه الله سبحانه كل المنافقين بأعيانهم ، وإنما كان يعرف قوما منهم ، ولم يعلم بهم أحدا إلا حذيفة فيما زعموا ، فكيف يجوز أن نحكم حكما جزما أن كل واحد ممن صحب رسول الله أو رآه أو عاصره عدل مأمون ، لا يقع منه خطأ ولا معصية ، ومن الذي يمكنه أن يتحجر واسعا كهذا التحجر ، أو يحكم هذا الحكم ! قال : والعجب من الحشوية وأصحاب الحديث إذ يجادلون على معاصي الأنبياء ، ويثبتون أنهم عصوا الله تعالى ، وينكرون على من ينكر ذلك ، ويطعنون
[1] راجع : كتاب ( أبو هريرة ) للسيد شرف الدين : ص 188 ، وما بعدها .
522
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 522