نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 519
قال : وإنما هذا من موضوعات متعصبة الأموية ، فإن لهم من ينصرهم بلسانه ، وبوضعه الأحاديث إذا عجز عن نصرهم بالسيف . وكذا القول في الحديث الآخر ، وهو قوله : " القرن الذي أنا فيه " ، ومما يدل على بطلانه أن القرن الذي جاء بعده بخمسين سنة شر قرون الدنيا ، وهو أحد القرون التي ذكرها في النص ، وكان ذلك القرن هو القرن الذي قتل فيه الحسين ، وأوقع بالمدينة ، وحوصرت مكة ، ونقضت الكعبة ، وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه والمنتصبون في منصب النبوة الخمور ، وارتكبوا الفجور ، كما جرى ليزيد بن معاوية وليزيد بن عاتكة وللوليد بن يزيد ، وأريقت الدماء الحرام ، وقتل المسلمون ، وسبي الحريم ، واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار ، ونقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم ، وذلك في خلافة عبد الملك وإمرة الحجاج . وإذا تأملت كتب التواريخ وجدت الخمسين الثانية شرا كلها لا خير فيها ، ولا في رؤسائها وأمرائها ، والناس برؤسائهم وأمرائهم ، والقرن خمسون سنة ، فكيف يصح هذا الخبر . قال : فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى : * ( لقد رضي الله عن المؤمنين ) * [1] ، وقوله : * ( محمد رسول الله والذين معه ) * [2] . وقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله اطلع على أهل بدر ، إن كان الخبر صحيحا فكله مشروط بسلامة العاقبة ، ولا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفا غير معصوم بأنه لا عقاب عليه ، فليفعل ما شاء . قال هذا المتكلم : ومن أنصف وتأمل أحوال الصحابة وجدهم مثلنا ، يجوز
[1] سورة الفتح : الآية 18 . [2] سورة الفتح : الآية 29 .
519
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 519