نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 507
لما اتبع هواه ، فانسلخ مما أوتي من الآيات وغوى ، قال سبحانه : * ( وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) * [1] ، ولكان ينبغي أن يكون محل عبدة العجل من أصحاب موسى هذا المحل ، لأن هؤلاء كلهم قد صحبوا رسولا جليلا من رسل الله سبحانه . قال : ولو كانت الصحابة عند أنفسها بهذه المنزلة ، لعلمت ذلك من حال أنفسها ، لأنهم أعرف بمحلهم من عوام أهل دهرنا ، وإذا قدرت أفعال بعضهم ببعض دلتك على أن القصة كانت على خلاف ما قد سبق إلى قلوب الناس اليوم ، هذا علي وعمار وأبو الهيثم بن التيهان ، وخزيمة بن ثابت ، وجميع من كان مع علي ( عليه السلام ) من المهاجرين والأنصار ، لم يروا أن يتغافلوا عن طلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم وفي جانبهم ، لم يروا أن يمسكوا عن علي ( عليه السلام ) حتى قصدوا له كما يقصد للمتغلبين في زماننا . وهذا معاوية وعمرو لم يريا عليا بالعين التي يرى بها العامي صديقه أو جاره ، ولم يقصرا دون ضرب وجهه بالسيف ولعنه ولعن أولاده وكل من كان حيا من أهله ، وقتل أصحابه ، وقد لعنهما هو أيضا في الصلوات المفروضات ، ولعن معهما أبا الأعور السلمي ، وأبا موسى الأشعري ، وكلاهما من الصحابة ، وهذا سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن مسلمة ، وأسامة بن زيد ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وعبد الله بن عمر ، وحسان بن ثابت ، وأنس بن مالك ، لم يروا أن يقلدوا عليا ( عليه السلام ) في حرب طلحة ، ولا طلحة في حرب علي ، وطلحة والزبير بإجماع المسلمين أفضل من هؤلاء المعدودين ، لأنهم زعموا أنهم قد خافوا أن يكون علي قد غلط وزل في حربهما ، وخافوا أن يكونا قد غلطا وزلا في حرب علي ( عليه السلام ) .