responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 484


في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) * [1] .
ومنها : منع عمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الكتاب الذي أراد أن يكتبه قبل موته وأخبر أننا لا نضل بعده أبدا ، - وقال - : دعوه فإنه يهجر [2] حسبنا كتاب ربنا ، وهذا رد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي لا ينطق عن الهوى ، ولو خاطب أحدنا مثله بذاك لعد مسيئا للأدب فما ظنك بسيد المرسلين ومنعه من هذا الكتاب الذي كان فيه هداية أمته إلى يوم القيامة .
ومن المشهور وصرح عمر به في بعض مجالسه أنه ما منعه من مكاتبته وساعده بعضهم ، إلا خوفا من أن ينص على ابن عمه [3] فيزول عنه ما كان قرره



[1] سورة الأحزاب : الآية 57 .
[2] راجع : صحيح مسلم : ج 3 ص 1259 ح 21 و 22 ، الملل والنحل للشهرستاني : ج 1 ص 29 ، مسند أحمد بن حنبل : ج 1 ص 222 و 293 و 355 ، صحيح البخاري : ج 1 ص 39 و ج 4 ص 85 و 121 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير : ج 2 ص 320 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : ج 2 ص 242 - 245 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 2 ص 55 و ج 6 ص 51 ، بحار الأنوار للمجلسي : ج 22 ص 468 .
[3] راجع : كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للحلي : ص 462 - 463 ح 562 ، كشف الغمة : ج 2 ص 46 ، بحار الأنوار : ج 38 ص 156 - 157 . وممن روى ذلك أيضا ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : ج 12 ص 21 و ص 78 - 79 : في قول الخليفة لابن عباس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة ، فقال له ابن عباس : هو ذاك ، إنه يزعم أن رسول الله أراد الأمر له ! فقال : يا بن عباس وأراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأمر له فكان ماذا ؟ إذا لم يرد الله تعالى ذلك ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد أمرا وأراد الله غيره ، فنفذ مراد الله تعالى ولم ينفذ مراد رسوله ، أو كلما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان ؟ ! ! أقول : كيف ينسب إلى رسول الله مخالفته لإرادة الله تعالى ، والحال أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) نفسه يدعو الناس إلى عدم مخالفة أمر الله وإرادته ، فكيف يعمل على خلاف إرادة الله ، فعلى هذا يكون الخليفة أحرص من النبي ( صلى الله عليه وآله ) على تحقيق مراد الله تعالى في الأمة ، وهل يلتزم بذلك أحد ، هذا والقرآن ينص صريحا في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) * ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) * النجم / 3 ، وقال تعالى : * ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ) * الحاقة / 46 . قال ابن أبي الحديد : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ، وهو قوله : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يذكره للآمر في مرضه - يعني عليا ( عليه السلام ) - فصددته عنه خوفا من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم ! ! وهذا أيضا مثل سابقه إن لم يكن أعظم فهل كان رسول الله لا يعلم بما يصلح المسلمين ، بحيث كان يعين لهم خليفة يكون في تنصيبه لهم فتنة تضر بالإسلام والمسلمين ، مع أن أمر الخلافة والإمامة بيد الله تعالى والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس هو إلا مبلغ كما في قوله تعالى : * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * ، وثانيا من أين علم أن الله تعالى أمضى ما حتم ؟ فإن كان يقصد بالإمضاء الإمضاء التكويني فالله تعالى لا يجبر العباد على أفعالهم ، وإن كان ذلك في علمه تعالى وعلى خلاف أمره وإن كان مراده بالإمضاء الإمضاء التشريعي فهذا يحتاج إلى علم الغيب والاطلاع على ما في اللوح المحفوظ ، وثانيا كيف يمضي الله تعالى أمرا هو على خلاف أمره ويعد عصيانا في حقه ، تعالى الله عن ذلك ، فيكون الإمام مأموما والمأموم إماما بين عشية وضحاها .

484

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست