نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 480
* ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) * [1] فوجه التوبيخ إليهم والتعنيف على رأيهم وأبان لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) عن حالهم ، فيعلم أن المشورة لهم لم تكن للفقر إلى آرائهم وإنما كانت لما ذكرناه . فقال شيخ من القوم يعرف بالجراحي وكان حاضرا : يا سبحان الله ! أترى أن أبا بكر وعمر كانا من أهل النفاق ؟ كلا ما نظن أنك أيدك الله تطلق هذا ، وما رأينا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) استشار ببدر غيرهما ، فإن كانا هما من المنافقين فهذا ما لا نصبر عليه ولا نقوى على استماعه ، وإن لم يكونا من جملة أهل النفاق فاعتمد على الوجه الأول ، وهو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يتألفهم بالمشورة ويعلمهم كيف يصنعون في أمورهم . فقال له الشيخ - أدام الله عزه - : ليس هذا من الحجاج أيها الشيخ في شئ وإنما هو استكبار واستعظام معدول به عن الحجة والبرهان ، ولم نذكر إنسانا بعينه وإنما أتينا بمجمل من القول ففصله الشيخ وكان غنيا عن تفصيله . فصاح الورثاني وأعلى صوته بالصياح يقول : الصحابة أجل قدرا من أن يكونوا من أهل النفاق وسيما الصديق والفاروق ، وأخذ في كلام نحو هذا من كلام السوقة والعامة وأهل الشغب والفتن . فقال الشيخ - أدام الله عزه - : دع عنك الضجيج وتخلص مما أوردته عليه من البرهان واحتل لنفسك وللقوم فقد بان الحق وزهق الباطل بأهون سعي والحمد لله [2] .