نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 457
وشئ آخر وهو أن الله تعالى ذكره أقدر على أعدائه الكفار من الإمام ، فلو أن قائلا قال : لم يمهل الله أعداءه ولا يبيدهم وهم يكفرون به ويشركون ؟ لكان جوابنا له أن الله تعالى ذكره لا يخاف الفوت فيعاجلهم بالعقوبة ، و * ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * [1] . ولا يقال له : لم ولا وكيف ، وهكذا إظهار الإمام إلى الله الذي غيبه فمتى أراده أذن فيه فظهر . فقال الملحد : لست أؤمن بإمام لا أراه ، ولا تلزمني حجته ما لم أره . فقلت له : يجب أن تقول : إنه لا تلزمك حجة الله تعالى ذكره لأنك لا تراه ، ولا تلزمك حجة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأنك لم تره . فقال للأمير السعيد ركن الدولة ( رضي الله عنه ) : أيها الأمير راع ما يقول هذا الشيخ فإنه يقول : إن الإمام إنما غاب ولا يرى لأن الله عز وجل لا يرى . فقال له الأمير ( رحمه الله ) : لقد وضعت كلامه غير موضعه وتقولت عليه ، وهذا انقطاع منك وإقرار بالعجز . وهذا سبيل جميع المجادلين لنا في أمر صاحب زماننا ( عليه السلام ) ما يلفظون في دفع ذلك وجحوده إلا بالهذيان والوساوس والخرافات المموهة [2] .
[1] سورة الأنبياء : الآية 23 . [2] كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 87 - 88 .
457
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 457