نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 456
أسر ( صلى الله عليه وآله ) أمره وكتمه أربعين سنة بأمر الله جل ذكره ، وبعد ذلك أظهره لمن وثق به وكتمه ثلاث سنين عمن لم يثق به ، ثم آل الأمر إلى أن تعاقدوا على هجرانه وهجران جميع بني هاشم والمحامين عليه لأجله ، فخرجوا إلى الشعب وبقوا فيه ثلاث سنين فلو أن قائلا قال في تلك السنين : لم لا يخرج محمد ( صلى الله عليه وآله ) فإنه واجب عليه الخروج لغلبة المشركين على المسلمين ؟ ما كان يكون جوابنا له إلا أنه ( صلى الله عليه وآله ) بأمر الله تعالى ذكره خرج إلى الشعب حين خرج وبإذنه غاب ومتى أمره بالظهور والخروج خرج وظهر . لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقي في الشعب هذه المدة حتى أوحى عز وجل إليه أنه قد بعث أرضة على الصحيفة المكتوبة بين قريش في هجران النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجميع بني هاشم ، المختومة بأربعين خاتما ، المعدلة عند زمعة بن الأسود فأكلت ما كان فيها من قطيعة رحم وتركت ما كان فيها اسم الله عز وجل ، فقام أبو طالب فدخل مكة ، فلما رأته قريش قدروا أنه قد جاء ليسلم إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى يقتلوه أو يرجعوه عن نبوته ، فاستقبلوه وعظموه فلما جلس قال لهم : يا معشر قريش إن ابن أخي محمد لم أجرب عليه كذبا قط ، وإنه قد أخبرني أن ربه أوحى إليه أنه قد بعث على الصحيفة المكتوبة بينكم الأرضة ، فأكلت ما كان فيها من قطيعة رحم وتركت ما كان فيها من أسماء الله عز وجل ، فأخرجوا الصحيفة وفكوها فوجدوها كما قال ، فآمن بعض وبقي بعض على كفره ، ورجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبنو هاشم إلى مكة [1] ، هكذا الإمام ( عليه السلام ) إذا أذن الله له في الخروج خرج .
[1] راجع قصة الصحيفة في : البداية والنهاية لابن كثير : ج 2 ص 95 - 97 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : ج 1 ص 272 - 275 ح 272 ، الكامل في التأريخ لابن الأثير : ج 2 ص 87 - 90 ، بحار الأنوار : ج 19 ص 1 - 4 ح 1 .
456
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 456