نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 438
خالفني ، أو همت أن خوفه مني على حد خوفه من عدوه ، وأن الذي يحذره مني هو الذي يحذره منه أو مثله في القبح ، فإذا قلت : إنه يتقي مني وممن خالفني ارتفع هذا الإيهام . قال : فمن أي وجه أتقى منك ؟ ومن أي وجه أتقى من عدوه فصل لي الأمرين حتى أعرفهما . فقلت له : تقيته من عدوه هي لأجل خوفه من ظلمه له وقصده الإضرار به وحذره من سعيه على دمه ، وتقيته مني لأجل خوفه من إذاعتي على سبيل السهو أو للتجمل والتشرف بمعرفته بالمشاهدة ، أو على التقية مني بمن أوعزه إليه من إخواني في الظاهر فيعقبه ذلك ضررا عليه ، فبان الفرق بين الأمرين . فقال : ما أنكرت أن يكون هذا يوجب المساواة بينك وبين عدوه ، لأنه ليس يثق بك كما لا يثق بعدوه . فقلت له : قد بينت الفرق وأوضحته ، وهذا سؤال بين قد سلف جوابه وتكراره لا فائدة فيه على أنني أقلبه عليك . فأقول لك : أليس قد هرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أعدائه واستتر عنهم في الغار خوفا على نفسه منهم . قال : بلى . قلت له : فهل عرف عمر بن الخطاب حال هربه ومستقره ومكانه كما عرف ذلك أبو بكر لكونه معه . قال : لا أدري . قلت : فهب عرف عمر ذلك ، أعرف ذلك جميع أصحابه والمؤمنين به ؟
438
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 438