نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 433
الآن ، وليس هو في تقية منك إذ عرفك ؟ فقلت له : أما تقيته من أعدائه فلا حاجة لي إلى الكلام فيها لظهور ذلك ، وأما تقيته ممن لا يعرفه فإنما قلت ذلك على غالب الظن وظاهر الحال ، وذلك أنه ليس يبعد أن لو ظهر لهم لكانوا بين أمور : إما أن يسفكوا دمه بأنفسهم لينالوا بذلك المنزلة عند المتغلب على الزمان ويحوزوا به المال والرئاسة ، أو يسعوا به إلى من يحل هذا الفعل به ، أو يقبضوا عليه ويسلموه إليه ، فيكون في ذلك عطبه وفي عطبه وهلاكه عظيم الفساد ، وإنما غلب في الظن ذلك لأن الجاهل لحقه ليس يكون معه المعرفة التي تمنعه من السعي على دمه ، ولا يعتقد في الكف عنه ما يعتقده المتدين بولايته ، وهو يرى الدنيا مقبلة إلى من أوقع الضرر به ، فلم يبعد منه ما وصفناه بل قرب وبعد منه خلافه . وأما وجه تقيته من بعض من يعتقد إمامته الآن ، فإن المعتقدين بذلك ليسوا بمعصومين من الغلط ولا مأمونا عليهم الخطأ ، بل ليس مأمونا عليهم العناد والارتداد ، فلا ينكر أن يكون المعلوم منهم أنه لو ظهر لهم الإمام ( عليه السلام ) أو عرفوا مكانه أن تدعوهم دواعي الشيطان إلى الإغراء به والسعي عليه والإخبار بمكانه ، طمعا في العاجلة ورغبة فيها وإيثارا لها على الآجلة ، كما دعت دواعي الشيطان أمم الأنبياء إلى الارتداد عن شرائعهم حتى غيرها جماعة منهم وبدلها أكثرهم ، كما عاند قوم موسى نبيهم وإمامهم هارون وارتدوا عن شرعه الذي جاء به هو وأخوه موسى ( عليهما السلام ) واتبعوا السامري ، فلم يلتفتوا إلى أمر هارون ونهيه ، ولا فكروا في وعظه وزجره ، وإذا كان ذلك على ما وصفت لم ينكر أن تكون هذه حال جماعة من منتحلي الحق في هذا الزمان لارتفاع العصمة عنهم . وأما حكمي لنفسي فإنه ليس يخصني ، لأنه يعم كل من شاركني في المعنى
433
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 433