نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 423
كانوا يقدرون على الكفر وأنواع الضلال وقد يئسوا من قبول التوبة ، لم يدعهم داع إلى الكف عما في طباعهم ، ولا انزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلى النفع العاجل ، ومن وصف الله سبحانه بإغراء خلقه بالمعاصي وإباحتهم الذنوب فقد أعظم الفرية عليه ؟ جواب - قيل لهم : ليس الأمر على ما ظننتموه ، وذلك أن الدواعي لهم إلى المعاصي ترتفع إذ ذاك ولا يحصل لهم داع إلى قبيح على وجه من الوجوه ، ولا سبب من الأسباب ، لأنهم يكونون قد علموا بما سلف لهم من العذاب إلى وقت الرجعة على خلاف أئمتهم ( عليهم السلام ) ، ويعلمون في الحال أنهم معذبون على ما سبق لهم من العصيان ، وأنهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب ، ولا يكون لهم عند ذلك طبع يدعوهم إلى ما يتزايد عليهم به العذاب ، بل تتوفر لهم دواعي الطباع والخواطر كلها إلى إظهار الطاعة والانتقال عن العصيان ، وإن لزمنا هذا السؤال لزم جميع أهل الإسلام مثله في أهل الآخرة ، وحالهم في إبطال توبتهم وكون توبتهم غير مقبولة منهم ، فمهما أجاب به الموحدون لمن ألزمهم ذلك ، فهو جوابنا بعينه . سؤال آخر - وإن سألوا على المذهب الأول والجواب المتقدم فقالوا : كيف يتوهم من القوم الإقامة على العناد ، والإصرار على الخلاف ، وقد عاينوا فيما يزعمون عقاب القبور ، وحل بهم عند الرجعة العذاب على ما يعلمون مما زعمتم أنهم مقيمون عليه ، وكيف يصح أن تدعوهم الدواعي إلى ذلك ، ويخطر لهم في فعله الخواطر ، وما أنكرتم أن تكونوا في هذه الدعوى مكابرين ؟ الجواب - قيل لهم : يصح ذلك على مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن نقول : إن جميع ما عددتموه لا يمنع من دخول الشبهة عليهم في
423
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 423