نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 376
بالله أن عليا أحدث بعد الرسول فاستوجب لعن الملائكة والناس أجمعين " [1] . فمع وجود هؤلاء الأراذل في عصر معاوية والخلفاء الأخرين من بني أمية ، فمن الطبيعي أن تظهر روايات مفتعلة كثيرة في شرك أبي طالب ( عليه السلام ) حتى بذلوا الكثير من الجهود والطاقات في ذمه ، ولم يبذلوا واحدا من ألف منها في أبي سفيان الذي كان يمثل رأس الشرك ، ويمتلك طينة خبيثة ، وصفحات سوداء في التأريخ . فعليه ، نشأت جذور تهمة الشرك لأبي طالب ( عليه السلام ) من دافع سياسي استغلها معاوية لمصالحه الشخصية . - فقال - : نقرأ في الآية 26 من سورة الأنعام قوله تعالى : * ( وهم ينهون عنه وينئون عنه ) * قال بعض المفسرين : إن المراد من الآية المباركة : " إن طائفة من الناس كانوا يدافعون عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان به ويبتعدون عنه " ، فهذه الآية نزلت في شأن أبي طالب ( عليه السلام ) لأنه دافع عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مقابل المشركين ، مع تحاشيه عن الإيمان به . - فقلت - : أولا ، أن معنى الآية مخالف لما قلتم تماما . ثانيا : لو سلمنا لقولكم ، فما هو الدليل على أن المراد منها أو شمولها لأبي طالب ؟ ! - فقال - : حجتنا هي رواية سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس ، أنه قال : " هذه الآية ، نزلت في شأن أبي طالب ( عليه السلام ) إذ منع الناس عن التعرض عن التعرض للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع عدم اتباعه له صلى الله عليه وآله [2] .
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 4 ص 67 . [2] تفسير القرآن العظيم لابن كثير : ج 2 ص 132 .
376
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 376