نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 371
أوتي من قوة ، فإن لم يكن قد آمن برسالة الرسول فما كان الدافع من وراء حمايته له بهذه الصورة ؟ ألم يكن أبو لهب عم الرسول وكان يحاربه ؟ ومنذ الاجتماع الأول الذي جمع فيه الرسول أقاربه ودعاهم - بعد تناول الطعام - إلى الإسلام نهض أبو لهب مستنكرا دعوته فصاح به أبو طالب غاضبا : " أسكت يا أعور ما أنت وهذا ، ثم قال : لا يقومن أحد ، قال : فجلسوا ثم قال للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : قم يا سيدي فتكلم بما تحب ، وبلغ رسالة ربك ، فإنك الصادق المصدق " [1] . أي كافر هذا الذي يدافع عن الإسلام بكل ما أوتي من قوة وينبري للذود عن ابن أخيه بيده ولسانه ويحميه من قرابته الكافر ، حتى يبلغ رسالة ربه بسهولة ، وناصره في شعبه ، هو وكل أتباعه يوم كانت كل قريش تحاربه ؟ ! فإن كان شخص كهذا كافرا فأنا أيضا كافر . شكرت أبي وذهبت لمطالعة كتاب " أبو طالب مؤمن قريش " ووجدت أن المؤلف قد بذل جهدا شاقا ودافع عن أبي طالب حق الدفاع ، ولكن العلامة الأميني كان قد سبقه إلى البحث في سيرة ومواقف أبي طالب على امتداد سبعين صفحة من المجلد السابع من كتابه " الغدير " ، وهو بحث شيق وثمين . وعلى كل حال لا بأس بذكر عدة أبيات شعرية أخرى له لغرض إكمال هذه المقالة إلى حد ما ، ولكي لا تبقى لدى القارئ أدنى شبهة وليبلغ كل ذي حق حقه . نقل الحاكم في " المستدرك " أن أبا طالب بعث أبياتا من الشعر للنجاشي حاكم الحبشة يدعوه فيها إلى الإحسان إلى مهاجري الحبشة ، وجاء فيها : ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح بن مريم