نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 370
لا يثني عليه وكفى ! وإنما يشهد له بالنبوة أيضا في مواقف مختلفة ، وليس ثمة مجال للكناية والتورية ، وفضلا عن هذا ألم يعلن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حرمة زواج المسلمات بالكفار ؟ والكل يعلم أن فاطمة بنت أسد كانت من أوائل المسلمات ، ومع هذا بقيت مع أبي طالب حتى النهاية ولم يفرقها الرسول عن زوجها . قال : إن لديك اطلاعا واسعا ، ولدي عدة قضايا أود معرفة رأيك فيها ، لكن الوقت لا يسمح الآن ، أرجو أن يكون لنا من بعد هذا لقاءات منفصلة نتباحث فيها بشكل مفصل ، إلى اللقاء . - في أمان الله . انقضى ذلك اليوم وعدت إلى الدار وحدثت والدي المرحوم بما جرى ، فابتهج ودعا لي ثم قال : يا بني إن إيمان أبي طالب كإيمان مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه في عهد النبي موسى ( عليه السلام ) . أبو طالب كان قد آمن بالرسول منذ البداية وإلا لم يكن ليدافع عنه إلى هذا الحد ، بيد أن الرسول ما كان مباحا له وفقا لأمر الله باتخاذه نصيرا له ، ولا حتى أن يلقي إليه بالمحبة . أما أشعار أبي طالب في مدح الرسول صراحة واعترافه بنبوته فكثيرة ، وهي منقولة في كتب السنة ، ويمكنك مراجعة كتاب " أبو طالب مؤمن قريش " من تأليف الشيخ عبد الله الخنيزي ، واكتب شيئا من تلك الأشعار وخذها إلى أستاذك ، ويكفي أبا طالب أنه كان يذب عن الرسول علانية في جميع المواقف والمراحل منذ بداية الدعوة حين جمع الرسول أقرباءه * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * [1] وحتى آخر حياته ، وكان يقف بوجه كفار قريش ويحامي عن الرسول بكل ما