نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 366
العقائدية ، ولكن إذا سمح لي الطلاب اليوم بقراءة بيتين من الشعر لأبي طالب ( عليه السلام ) لكي لا تهتز عقيدتهم فيه . وفي الحال أيدني الطلاب ، وقالوا : يا أستاذ ! الحق معه ، دعه يدافع عما يعتقد به . اضطر الأستاذ للصمت وبقي ينتظر . كنت متجها بكل مشاعري إلى أبي طالب ، فاستعنت به وبربه لأكون قادرا على أداء حق سيد مكة ومولاها في أول اجتماع عام وبحضور الكثير من المستمعين ، وليتسنى لي الدفاع عن هذه الشخصية المفترى عليها في تاريخ الرسالة . فقلت : يا أستاذي ! ويا أصدقائي ! لم يكن أبو طالب بالذي يعتريه أدنى شك بنبوة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ أن له قصائد كثيرة يمدح فيها الرسول ويشهد برسالته فهو بعد أن أخبر قريش بأن صحيفتكم قد أكلتها الديدان ولم يبق منها سوى اسم الله ، وهذا ما أخبرني به ابن أخي محمد ، وإذا لم تصدقوا فاذهبوا واستخرجوها من داخل الكعبة ، فإن كان قول محمد هذا صحيحا عودوا إلى رشدكم وآمنوا له ، وإن يك كاذبا أسلمته لكم فإن شئتم عاقبتموه أو قتلتموه . قالوا : رضينا بهذا ! فذهبوا وجاءوا بالصحيفة ووجدوا كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صدق . لكن من ختم الله على قلبه وألقى على بصره وعلى سمعه غشاوة لا يعي الحق ، ومن الطبيعي أن يتجاهل هذه المعجزة الكبرى ، ومن هنا قالوا لأبي طالب : هذا أيضا سحر آخر مما يأتيه ابن أخيك ، وهكذا انغمسوا في ضلالهم . دنا أبو طالب من بيت الله وتعلق بأستار الكعبة وقال : " اللهم انصرنا على القوم الظالمين فقد قطعوا رحمنا وانتهكوا حرمتنا " .
366
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 366