responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 348


حراء ، فليس غريبا بعد ذلك أن لا يكون لهذا الصبي من الرواسب الجاهلية ما يتجافى مع الأسس الجديدة التي رسمها النبي ( صلى الله عليه وآله ) للسلوك ، وأكد منها الإسلام بعد ذلك في جملة ما جاء به من تشريعات .
ومن هنا كان من الطبيعي جدا أن يكون هذا الصبي أسرع الناس إلى الإيمان بالرسالة التي أرسل بها صاحبه لملاءمتها لواقعه النفسي ، ولقد تظافرت جملة من الروايات على تسجيل هذا الواقع ومنها ما أثر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال :
" لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي غيره " [1] ومن مأثور ما نقل عن الإمام نفسه قوله في إحدى خطبه : " اللهم لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات ، لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا " [2] ثم شده النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى هذه الرسالة شدا ، ومكنها من نفسه عقيدة ، يفنى من أجلها ويعيش .
وفناؤه في الدفاع عنها وعن صاحبها وهو في مكة أشهر من أن يتحدث عنه .
والعقيدة متى تمكنت من أعماق صاحبها ولم يكن لها في نفسه ما يزاحمها من الرواسب المعاكسة استحال عليه عادة الخروج على تعاليمها ، أو التخلف عما تدعو إليه وتتطلبه من تضحيات ، وهو معنى العصمة الذي نريده ونذهب إليه .
ونجاح هذا الجانب من الإعداد على يد النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي أوجب أن يؤهله * ( وما ينطق عن الهوى ) * ( 1 ) للخلافة من عبده ويعد النفوس لتقبل ذلك



[1] بحار الأنوار : ج 22 ص 302 و ج 38 ص 226 ح 31 .
[2] بحار الأنوار : ج 38 ص 241 ح 40 .

348

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست