responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 347


تصرفات كلها هادفة .
وأول ما يبحث عن التفسير احتضانه للإمام علي ( عليه السلام ) من بداية حياته والإشراف على تربيته بنفسه وهو صبي ، ثم وضع مخطط لإبعاده عن جميع الأجواء المعاشة إذ ذاك لأمثاله من صبيان قريش ، يقول الإمام علي ( عليه السلام ) وهو يتحدث في نهجه الخالد عن لون تربيته في هذه الفترة : " وضعني في حجره - يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - وأنا ولد ، يضمني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه ، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة حراء [1] ، فأراه ولا يراه غيري " [2] .
وهذه الخطوط التي رسمها الإمام لأسلوب تربيته على يد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليست طبيعية لو لم يكن الهدف منها أسمى من وجهها البارز ، فهي تريد له الإبعاد عن جميع الأجواء التي كانت سائدة إذ ذاك ، مع بنائه على لون من السلوك يختلف عنها في جملة ما له من خطوط ، فهو ( صلى الله عليه وآله ) يرفع في كل يوم من أخلاقه علما ويأمره بالاقتداء به ، ولا يكتفي بذلك دون أن يصحبه حتى لمواقع تحنثه وعبادته في غار



[1] حراء : جبل من جبال مكة ، على ثلاثة أميال ، كان يأنس به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويعتزل للعبادة فيه ، وكان يغدو إليه كل يوم يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله وبدايع حكمته ، إن أن نزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) وقال : * ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) * ، وجاء في كتاب ( الأنوار ) للشيخ البكري في ذكر مقدمات تزويج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخديجة ( عليه السلام ) : سار إليه العباس في جبل حراء فإذا هو فيه نائما في مرقد إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ملتفا ببردة وعند رأسه ثعبان عظيم في قمه طاقة ريحان يروحه بها . راجع : سفينة البحار للقمي : ج 1 ص 246 - 247 ، مراصد الاطلاع : ج 1 ص 388 ، بحار الأنوار : ج 16 ص 26 .
[2] نهج البلاغة ، تحقيق صبحي الصالح : ص 299 - 300 رقم الخطبة : 192 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 475 ح 37 و ج 38 ص 320 .

347

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست