نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 342
الإنسان ، وقد شنها حربا لا هوادة فيها على جملة ما كان سائدا في عصره من مفارقات ، وإن الكثير ممن عاشوا تلكم المفارقات هم الذين اعتنقوا الإسلام وناضلوا ودافعوا عنه ، وأكثرهم كانوا قد اعتنقوه ببواعث عقلية لا تمت إلى الواقع النفسي بصلة . ولكن الرسالة - أية رسالة - لا يمكن أن تأتي من بداية ثورتها على جذور ما قامت عليه من مفارقات ، وبخاصة ما ترسب منها في أعماق الإنسان ، بل هي تحتاج إلى أن تمر بأجيال يتخفف كل جيل لاحق من رواسب جيله السابق ، بعد تعويضه بماجد من قيم ومفاهيم نتيجة لقيام الثورة الرسالية الجديدة ، ووظيفة الرسالة في بداية أمرها كبت تلكم الرواسب المعاكسة بإعطاء طاقة جديدة للضمير ، أو الأنا ليمنع من تسربها إلى الشعور ، والاستئثار بكل مجالات السلوك ، وإلا فإن استئصالها لا يمكن أن يتم بعد أن أخذت مكانها بين عوالم اللا شعور . ومن هنا كنا نرى بروز الكثير من الرواسب إذا تخدر الضمير ، أو وقف تأثيره بفعل من بعض العوامل النفسية كالغضب مثلا ، وهنا ذكرت مضمون كلام لأحمد أمين يحسن أن نرجع إلى نصه في فجر الإسلام . مندوب الإيمان - ثم تناول السيد كتاب فجر الإسلام من أحد رفوف المكتبة واستخرج منه ص 97 وقرأ فيها ما يلي " وبعد فإلى أي حد تأثر العرب بالإسلام ، وهل أمحت تعاليم الجاهلية ونزعات الجاهلية بمجرد دخولهم في الإسلام ، ألحق أن ليس كذلك ، وتاريخ الأديان والآراء يأبى ذلك كل الإباء " . " فالنزاع بين القديم والجديد والدين الموروث والحديث يستمر طويلا ، ويحل الجديد محل القديم تدريجا ، وقل أن يتلاشى بتاتا " . " وهذا ما كان بين الجاهلية والإسلام فقد كانت النزعات الجاهلية تظهر من
342
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 342