نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 334
يأمره الخليفة بإعداد أعقد المسائل وأخفاها ، ثم يتعرض بها لطفل لا يتجاوز عمره العشر ، فهل ينتظر أن يخرج الطفل معافى من هذا الامتحان ؟ إقرأ بعض هذه المحاورات في الصواعق المحرقة [1] لابن حجر وغيرها [2] ، وانظر تصاغر السائل فيها أمام هذا الطفل الصغير والتماس تفسيرها الطبيعي . قال أحدهم : أتظن أن هذا غير طبيعي ، وعيسى بن مريم ( عليه السلام ) كان أصغر منه عندما بعث نبيا ، والقرآن صريح في ذلك ؟ ! قلت : يا سيدي وهذا ما تقول به الشيعة ، ولكن بعثة عيسى ( عليه السلام ) وهو بهذه السن هل تملك تفسيرها الطبيعي . الحقيقة يا سيدي - أن قضايا الدين لا تخضع دائما للمتعارف من المقاييس ، فمن آمن بالدين آمن بكل ما يأتي به من شؤون الغيب ، وإن خرج على ما لديه من تجارب ومقاييس . وأخبار العصمة والأعلمية - بعد ثبوتها بالضرورة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فإنها تصلح أن تكون من أعظم دلائل النبوة لصدقها في الأخبار عن عوالم الغيب ، وبخاصة لأمثالنا من الناس الذين أدركوا صدقها وتحققت لديهم مضامينها ، بعد أن أخذ أهل البيت ( عليهم السلام ) واقعا تاريخيا محسا لدى الجميع ، رسمت أمثال هذه الأحاديث أهم خطوطه عندما قالت : " إني تركت فيكم الثقلين ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض " [3] .