نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 180
شئ من الاعتقادات ؟ قيل لهم : الذي نقول فيه أنه كان في صغره عاقلا مميزا ، وكان في الاعتقاد على مثل ما كان عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل الإسلام ، من استعماله عقله ، والمعرفة بالله تعالى وحده ، وإن ذلك حصل من تنبيه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وتحريك خاطره إليه ، وحصل للرسول من ألطاف الله تعالى ، التي حركت خواطره إلى الإسلام والاعتبار ، ولم يكن منهما من سجد لوثن ، ولا دان بشرع متقدم . فأما الأمور الشرعية فلم تكن حاصلة لهما ، فلما بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لزم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الإقرار به ، والتصديق له ، وأخذ الشرع منه . وإنما قال له : أجلني الليلة ليعتبر فيقع له العلم واليقين مع اعتقاد التصديق لرسول رب العالمين ، فلما ثبت له ذلك أقر بالشهادتين ، مجددا للإقرار بالله سبحانه ، وشاهدا ببعثة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فإن قالوا : فأنتم إذا تقولون إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسلم ؟ وهذا أعظم من الأولى . قيل لهم : إن العظيم في العقول هو الانصراف من هذا القول ، فإن لم تفهموا فيه حجة العقل فما تصنعون في دليل السمع ، وقد قال الله عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : * ( قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ، ولا تكونن من المشركين ) * [1] وقوله سبحانه : * ( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ) * [2] ، وقوله : * ( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعني ، وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين
[1] سورة الأنعام : الآية 14 . [2] سورة الأنعام : الآية 71 .
180
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 180