نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 166
أولئك هم الصديقون ) [1] ، وأما السنة فلأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قال لبعض أصحابه : إذا فعلت الخير كنت صديقا [2] . فقال العدوي : إن أبا بكر سمي صديقا لأنه أول رجل صدق الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . فقال بهلول : مع أن الأولوية ممنوعة ، تخصيصه بذلك خطأ في اللغة ، وردا على الآية المذكورة ؟ ! فترك العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل معه من غصن إلى غصن إلى أن قال لبهلول : من إمامك ؟ قال : إمامي من أوجب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) له على الخلق الولاء ، وتكاملت فيه الخيرات ، وتنزه عن الأخلاق الدنيات ، ذلك إمامي وإمام البريات . فقال له العدوي : ويلك إذا لا ترى أن إمامك هارون الرشيد ؟ فقال البهلول : أنت لأي شئ ترى أن أمير المؤمنين خال من هذه الصفات والمحامد ، والله إني لا أظن إلا أنك عدو لأمير المؤمنين ، مخالف له في الباطن وتظهر الاعتقاد بخلافته ، وأقسم بالله لو بلغه هذا الخبر لأدبك تأديبا بليغا . فضحك عند ذلك محمد بن سليمان ! وقال لعمرو بن عطاء : والله لقد ضيعك بهلول ، وجعلك لا شئ ، وأوقعك في الورطة التي أردت أن توقعه فيها ، وما أحسن بالإنسان أن يبتعد عما لا يحسنه ، وما أقبح به أن يدخل في شئ يعلم أنه
[1] سورة الحديد : الآية 19 . [2] روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا ، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا . ( راجع : بحار الأنوار : ج 72 ص 235 ح 2 ) .
166
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 166