نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 103
إلى فعل المأمور به ، وأزجر له عن ارتكاب المنهي عنه . وليس غاية الترغيب إلا الوعد بالنعيم الدائم المقيم ، ولا يكون غاية التخويف والترهيب ، إلا التوعيد بالعذاب الخالد الأليم ، وخلف الخبر كذب ، والكذب لا يجوز على الحكيم ، فبان بهذا الوجه ، أن تخليد الكافر في العذاب الدائم ، ليس بخارج عن الحكمة ، والقول به مناقض للأدلة . فقال صاحب المجلس : قد أتيت في جوابك بالصحيح الواضح ، غير أنا نظن بقية في السؤال ، تطلع نفوسنا إلى أن نسمع عنها الجواب ، وهي : أن الحال أفضت إلى ما ينفر منه العقل ، وهو أن عذاب أوقات غير محصورة ، يكون مستحقا على ذنوب مدة متناهية محصورة . فقلت له : أجل ، إن الحال قد أفضت إلى أن الهالك على كفره ، يعذب بعذاب تقدير زمانه أضعاف زمان عمره ، وهذا هو السؤال بعينه ، وفي مراعاة ما أجبت به عنه بيان أن العقل لا يشهد به ، ولا ينفر منه ، على أنني آت بزيادة في الجواب مقنعة في هذا الباب . فأقول : إن المعاصي تتعاظم في نفوسنا على قدر نعم المعصي بها ، ولذلك عظم عقوق الولد لوالده لعظم إحسان الوالد عليه ، وجلت جناية العبد على سيده ، لجليل إنعام السيد عليه ، فلما كانت نعم الله تعالى أعظم قدرا ، وأجل أثرا من أن توفى بشكر ، أو تحصى بحصر ، وهي الغاية في الإنعام ، الموافق لمصالح الأنفس والأجسام ، كان المستحق على الكفر به ، وجحده إحسانه ونعمه ، هو غاية الآلام ، وغايتها هو الخلود في النار . فقال رجل ينتمي إلى الفقه كان حاضرا : قد أجاب صاحبنا الشافعي عن هذه المسألة بجوابين ، هما أجلى وأبين مما ذكرت .
103
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 103