نام کتاب : مناظرات الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 133
بعد رغبتك ، ورجاءك بعد يأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك بما لم يكن في وهمك ، وغروب ما أنت معتقده في ذهنك ، وما زال يعدد علي قدرته التي هي في نفسي حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه [1] . وينهزم ابن أبي العوجاء أمام هذا المنطق الفطري الرائع ، ويؤخذ لا شعوريا ببساطة الحجة التي أغلقت على نفسه منافذ الشك والاعتراض ، فتعقد الحيرة لسانه ، ويختلط عليه موقف الحوار ، وتصور أن الذي يحاوره إنسان ولكن ليس من جنس البشر . وقد حاول الإمام في حواره أن يحتكم إلى رؤيا واقع مصيري ، تنعكس على مصير الإنسان ، فسلوك سبيل الإيمان على أي وجه افترضناه ، يبقى الوجه الأسلم الذي يضمن به الإنسان سلامة مصيره ، وهو أمر من مسلمات الفطرة السليمة وبديهيات العقل . ولم يكن بيان الإمام بصدد إثبات شئ أو نفيه ، وإنما هو تصوير لرؤيا المصير الذي سينتهي إليه الإنسان