نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 47
بالمصاف مع إنذاره وبشارته ( ص ) . ولا يمكن حل هذا التناقض إلا من خلال القول بأن الشهادة دور ومهمة ، وهذه المهمة يمكن أن توكل إلى وكيل هو كالأصيل في إتمام هذا الدور ، نتيجة لتحقق خصائص ومواصفات الشهادة هي شخصيته ، وهذا ما يلتقي أيضا مع جملة من الآيات القرآنية التي أشارت إلى وجود شهادات سابقة لحياة الرسول ( ص ) كما في الآية الكريمة : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " [1] ، وكذا في قوله تعالى : " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء " [2] وهما يشيران وبوضوح إلى وجود شهادة لأنبياء ورسل وأوصياء الأمم , واعتبار الرسول ( ص ) الشاهد على هؤلاء جميعا ، وحيث أن الرسول لم يكن حاضرا في حياة تلك الأمم ، لهذا لا يمكن فهم هذا الآيات إلا من خلال اعتبار شهادات الأنبياء ( ع ) في طول شهادته ( ص ) أي هي شهادات وكلاء تتجمع لدى الوكيل الأصيل ، وهذه الأخيرة - أي شهادته على الأمم السابقة - والتي تلتقي مع مفهوم كونه سيد الأنبياء والمرسلين ، تستلزم