نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 29
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " [1] يظهر لنا أن الشهادة مطلوبة لإتمام الحجة على الناس . ومن خلال ذلك يتبين لنا أن الشاهد : هو الذي يكون عالما بشكل كامل بالشئ الذي يستدعي فيه الشهادة ، وكونه عالما يستدعي أن يكون حاضرا حصول الحدث المستشهد عليه مما يعني حياته في وقت الحدث ويدل عليه قول عيسى بن مريم ( ع ) في القرآن : " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد " [2] ، حيث يشير عليه السلام إلى أن دور الشهادة قد انتفى منه بمجرد أن توفاه الله إليه ، وهذه الآية وآية الأعراف السابقة : " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " تشير إلى أن دور الشهادة يستمر ما دامت الحياة ، وأن يستمر هذا الدور ، فإن طبيعتها تحتاج إلى عدم كتمانها ، بل إن من دواعي حجية الشهادة الإفصاح عنها وإبرازها ، ولهذا عبر القرآن الكريم : " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه إثم قلبه والله بما تعملون