نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 94
أمانته من خلال معاشرتهم المستمرة له ، فيحدسون حسن باطنه من خلال حسن ظاهره ، الا انه يبقى عندهم شك في عصمته ، ولكن حينما يتمكن من الاتيان بالمعجزة ويقرنها بادعاء النبوّة أو الإمامة ، يحصل لهم اليقين بعصمته و صدق دعوته فيؤمنون به ، وهذا أمر فطري وطبيعي ، فلو كان كاذباً وجب على الله سلب تلك القدرة منه ؛ لحكم العقل بقبح اجراء المعجزات من قبل الله العادل الحكيم القادر الهادي ، على يد الكذّابين والمدلّسين ، فيقع الناس في الخطأ بالنسبة إلى هذه المسألة المصيرية . تنوّع المعجزات وفقاً لشرائط الزمان إن الهدف من المعجزة هو جذب الناس إلى الإيمان ، ولّما كان اهتمام الناس ينصبّ في كل عصر على أمور مخصوصة يأنسون بها ، كان من الطبيعي أن تتناسب المعجزة مع ما يهتمّ به الناس ويأنسون به في ذلك العصر ، لتعجزهم بشكل أجلى وأظهر . ففي عصر النبي موسى ( عليه السلام ) مثلا ، كان السحر شائعاً بين الناس في مصر ، وكان علماؤهم على معرفة برموزه وأسراره ، ومن هنا فقد جعل الله معجزة موسى ( عليه السلام ) تحويل عصاه إلى أفعى - التي هي بحسب الظاهر من سنخ أعمال السحرة - بادرت إلى ابتلاع سحرهم ، فأيقنوا بإعجاز ما جاء به موسى ( عليه السلام ) و أنه لا ينسجم مع القوانين الطبيعية المعتادة والعلل المادية ، وآمنوا بموسى ( عليه السلام ) . وفي عصر عيسى ( عليه السلام ) كانت الشام مستعمرة يونانية ، وكان كثير من اليونانيين يقطنون تلك البقاع ، وقد شاع علم الطب بينهم ، فجعل الله معجزته
94
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 94