نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 76
للإدراكات والنشاطات المنتجة بواسطة البدن . فالعين ترى بقدرة الروح ، كما تسمع الاذن بقدرة الروح ، ولو انفصلت الروح عنهما لم تبصر العين ولم تسمع الاذن ، الا ان الروح ليست جسماً نافذاً فيهما نظير نفوذ الدهن في البذرة ، فهي ليست من سنخ المادة ، ولكنها محيطة بهما وتقوم بإدارتهما ، فالإحاطة هنا ليست جسمية وانما هي تدبيرية ، وهكذا الامر بالنسبة إلى سائر أعضاء البدن في نشاطها . وعند ما يموت الانسان تبقى جميع أعضاء بدنه في الآن الأول ، الا ان الذي كان يديرها قطع ارتباطه بها ، اذن ليس للروح مكان ، وان كان جميع مواطن البدن واجزائه تدار من ناحيتها ، فملاك شخصية الانسان وهويته هو تلك الروح . ومن خلال معرفة الروح يمكن التعرف على الله تعالى شيئاً ما " من عرف نفسه فقد عرف ربه " فان الله الذي هو خالق الكون ومدبره محيط به أيضاً و ان لم يكن له مكان . ( 1 ) وعلى حدّ تعبير الحكيم العارف المير فندرسكي ( رحمه الله ) : حق جان جهان است وجهان همچو بدن * أصناف ملائك چو قواى اين تن أفلاك وعناصر ومواليد ، أعضا * توحيد همين است ودگرها همه فن بمعنى : " إنّ الله روح الكون ، والكون بمنزلة البدن ، وجميع الملائكة بمثابة القوى له ، والأفلاك والعناصر والمواليد بمنزلة الأعضاء ، هذا هو معنى التوحيد
1 - " ليس في الأشياء بوالج ، ولا عنها بخارج " ؛ نهج البلاغة ، الخطبة : 186
76
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 76