نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 36
في الكون ، وهذا يحتاج إلى موجود عاقل وقادر ، وعليه يمكن البحث حول ضرورة تسمية هذا الناظم وانه هو الله . ( 1 ) فنحن بحاجة إلى دليل آخر لاثبات ان ناظم هذا الكون هو الله وواجب الوجود بالذات ، فان تمّ هذا الدليل ، ثبت به وجود الله ، ولم يكن برهان النظم دليلا مستقلا ، وهذا الاشكال ثابت على كل حال ، سواء بُيّن برهان النظم على أساس العلّة الفاعلية ، من ان للكون نظماً ، وان لكل نظم ناظماً ، فيكون للكون ناظم . أو بُيّن على أساس العلّة الغائية من ان النظم الموجود في الكون يحكي عن وجود غاية وهدف ، وان كل غاية لابد من وجودها بالفعل ، فيكون للكون هدف وغاية بالفعل وهو الله ؛ إذ على كلتا الصورتين لا يمكن لهذين القياسين ان ينتجا لزوم ان يكون الناظم أو ذلك الوجود بالفعل المفروض كونه غاية هو الله وواجب الوجود بالذات ، مضافاً إلى امكان التأمل في لزوم فعلية كل غاية في الخارج . ناصر : ان واجب الوجود بالذات ، والذي نطلق عليه تسمية " الله " تعالى ، موجود قائم بذاته وغير معلول لعلة أخرى ، فهو مبدأ الكون عند الجميع ، بما في ذلك الماديون أنفسهم ، ( 2 ) إذ بعد الاذعان بقانون العلية الذي هو من أكثر قوانين الوجود بداهة ، وبعد الاذعان بامتناع الدور والتسلسل في العلل بداهة أيضاً ، يتعين المصير إلى ان نظام العلية والمعلولية في العالم ينتهي إلى علّة غير معلولة ، هي علّة العلل ، وواجب الوجود بالذات ، مع فارق ان النزاع بين
1 - جان هاسبرز ، فلسفة الدين ، ص 96 2 - قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله ) ؛ لقمان ( 31 ) : 25
36
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 36