نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 248
فسوف لا يمكن إعادتنا ثانية ، وإلا لزم إعادة المعدوم ، وقد أثبتت الفلسفة استحالة ذلك . ناصر : يبدو أنك نسيت ما تقدم ، فقد قلنا : إن هوية الانسان بروحه و نفسه ، وهي وان كانت " جسمانية الحدوث " وانها محتاجة إلى المادّة في حدوثها ، إلا انها " روحانية البقاء " ، وليست محتاجة إلى المادة في استمرارها و بقائها الوجودي ، بل هي مجردة وعارية عنها ، والمجرد لا يعتريه الفناء ؛ ( 1 ) فكما يقول الفلاسفة : " ان كل حادث - سواء في ذلك الوجود والعدم - مسبوق بالمادة والقوة و القابلية الموجودة فيها ، وان المادة انما تتقبل الأمر الحادث بواسطة تلك القوّة و القابلية ، فمثلا توجد في النطفة قابلية التحول إلى العلقة ، وفي العلقة قابلية التحول إلى المضغة ، وهكذا حتى يوجد الانسان . فلو جاز ان يحدث العدم و الفناء لذات النفس والروح ، وجب ان تحمل النفس في مقام ذاتها مادّة فيها استعداد لتقبل الأمر الحادث . والنفس وان كانت محتاجة إلى الجسم والمادّة في مقام الفاعلية ، الا انها في مقام الذات مجرّدة ، وليست فيها مادة لتحمل قابلية عدمها " ، وعليه فان النفس لأجل تجرّدها لا يعتريها العدم والفناء بالموت أبداً ، حتى يشكل بلزوم إعادة المعدوم ، بل تشتدّ فيها الحياة ، إذ لم يفن فيها سوى إدارتها للبدن المادّي والعنصري ، وهي مستمرة في مسيرتها إلى الله و الحياة الأسمى . كما قال المولوي :
1 - " خلقتم للبقاء لا للفناء " ؛ علم اليقين ، الفيض الكاشاني ، ص 1017
248
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 248