responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 203


يعني : " تسلّق شخصٌ شجرةً وأخذ يسرق ثمرها ، فأدركه صاحب الشجرة وصاح به : أما تستحي وأنت تسرق ثماري . فأجابه السّارق : أنا عبد الله و أتناول من عطائه ، فعلامَ تلوموني حين أستطعم من مائدة الله الغني ؟ فانهال صاحب الحقل عليه بسوطه بعد أن شدّه على الشّجرة ، فأخذ السّارق يستغيث : أما تستحي من الله وأنت تضرب انساناً بريئاً ؟ فقال صاحب الحقل : اضرب عبد الله ، بعصى الله ، وأنا لست إلا آلة بيد الله . فقال السّارق :
لقد برئت من الجبر وها أنا أُذعن بالاختيار " .
* * * واما المعتزلة الذين قالوا بالتفويض ، وأنكروا ارتباط حوادث العالم - ومنها افعال الانسان الاختيارية - بالله بقول مطلق ، فلم يدركوا معنى المعلولية ، فقد ثبت ان نظام العالم المترابط الذي هو نظام الأسباب والمسببات ، معلول للحقّ تعالى ، وان الارتباط بين المعلول والعلّة ليس أمراً عرضياً يمكن قطعه مع بقاء المعلول ، بل ان حقيقة ذات المعلول في الحدوث والبقاء عين الارتباط والتعلق بالعلة ، وان قطع ارتباطه بالعلّة يساوق الفناء والعدم .
وبعبارة أخرى : ان المعلول ليس له استقلال ، وانما هو شعاع لنور العلة ، ويستحيل انفصاله عنها .
وقد ارتكبت المعتزلة مغالطة فاحشة في التمثيل بالبناء والمصنع ؛ لأن البناء ليس معلولا للمعمار ، فما هو المعلول للمعمار ليس سوى حركة اليد وبتبعها حركة أدوات البناء المرتبطة في حدوثها وبقائها بالمعمار ، كما ان المصنع ليس

203

نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست