نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 16
واحدة منها في مكانها اللائق بها ، دون ان يكون هناك أثرٌ لصاحب الحديقة و قصرها ، فاستولت عليهما الدهشة من ذلك ممّا أثار حبّ ناصر في الاستطلاع . ناصر : فديتك يا أخي ، أتعرف صاحب هذه الحديقة ؟ ! ومن هو مصمّم هذا القصر ومن هو معماره ؟ ومن أين جاءت كلّ هذه الأدوات والمعدّات ومن رتّبها هذا الترتيب البديع ؟ ! ألا بورك مصمّم هذه الحديقة الجميلة وهذا القصر البديع في هذه البقعة الغنّاء ، لا غرو أنّ زارعها يتمتّع بذوق سليم وأنّه خبيرٌ في فنون الزّراعة ! فما أجمل الأشجار الّتي اختارها والأزهار الّتي اقتناها ، وما أبدع الدّقة الّتي بذلها في زراعتها وغرسها ! ترى من أيّ جامعة تخرّج ؟ ! فقد أخذ بنظر الاعتبار جميع مقتضيات الحاضر والمستقبل واختلاف فصول السنة ! حقاً إنّ الإنسان لينحني طوعاً أمام العلم والفن . حقّاً إنّ قصّة هذه الحديقة والقصر وبحثنا عن صاحبه ومعماره شبيهةٌ بقصّة هذا العالم الكبير ومالكه وخالقه ، فإنّ هذا العالم العظيم بما يحتويه من دقائق وظرائف مودعة في كل واحد من كائناته ينبئ عن وجود خالق قادر حكيم ، فكيف يمكن الشك فيه ؟ ! التفسير المادي للعالم منصور : ألقى إلى ناصر نظرة ساخرة ثم قال متهكّماً : " إنّ تفسير الظواهر و تعليلها بأسلوب غير مادّي وغير واقعي في عصر الذرّة والتطوّر العلمي و
16
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 16