السابعة والثمانون ارتفاع الدرجات في روضات الجنات - ويدل على ذلك ما روي في تفسير الإمام ( 1 ) في حديث طويل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ثم إن أردتم أن يعظم محمد وعلي عند الله منازلكم فأحبوا شيعة محمد وعلي وجدوا في قضاء حوائج المؤمنين فإن الله تعالى إذا أدخلكم معاشر شيعتنا ومحبينا الجنان ، نادى مناديه في تلك الجنان يا عبادي قد دخلتم الجنة برحمتي فتقاسموها على قدر حبكم لشيعة محمد وعلي ( عليهما السلام ) وقضاء حقوق إخوانكم المؤمنين . فأيهم كان أشد للشيعة حبا ولحقوق إخوانهم المؤمنين أشد قضاء كانت درجاته في الجنان أعلى حتى إن فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسيرة خمسمائة سنة ، ترابيع وقصور وجنان . أقول : قد ذكرنا أن الدعاء في حق مولانا الحجة صلوات الله عليه قضاء لبعض حقوقه الكثيرة العظيمة مضافا إلى أنه قضاء لحاجته ( عليه السلام ) حيث إنه أمر المؤمنين بذلك في التوقيع الشريف ، بقوله : وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، ومضافا إلى أن الإكثار في ذلك الدعاء ناشئ عن شدة المحبة إليه وإلى شيعته لتوقف تحقق الفرج لهم على تحقق فرجه وظهوره كما قدمناه مرارا فتدبر . الثامنة والثمانون الأمن من سوء الحساب في يوم الحساب لأنه صلة لرحم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقد قال الله عز وجل ( 2 ) * ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخافون سوء الحساب ) * . - وروى الشيخ الكليني ( ره ) في أصول الكافي ( 3 ) بإسناد صحيح عن صفوان الجمال ، قال : وقع بين أبي عبد الله ( عليه السلام ) وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم واجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك ، وغدوت في حاجة فإذا أنا بأبي عبد الله ( عليه السلام ) على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول : يا جارية قولي لأبي محمد ، قال : فخرج فقال : يا أبا عبد
1 - تفسير الإمام ( عليه السلام ) : 155 . 2 - سورة الرعد : 21 . 3 - الكافي : 155 باب صلة الرحم ح 23 .