نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 543
حفاظا على عز المؤمن ، وسمعة المحتاج . وأن يستقلها وإن كثرت [1] ، وأن يعرف أن آخذها أفضل من تلك الصدقة [2] مهما كانت ، وأن لا يمن بصدقته [3] ، بل يعرف أن للمحتاج المنة عليه لأنه أوجب تطهير ماله وقلبه ، وأن يبادر إلى إعطائه ولا يحوجه إلى السؤال ، فقد قال الصادق ( عليه السلام ) : ( المعروف ابتداء . . فأما من أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه ) [4] ، وأن يستر وجهه عن المحتاج حتى لا يستحي ، وأن يطلب منه الدعاء ، وأن يقبل اليد التي أعطى بها الصدقة ، لأن آخذ الصدقة في الظاهر هو المحتاج وآخذها في الواقع الله عز وجل ، قال تعالى : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } [5] . الإنفاق والإيثار ودرجات الكمال بلغ اهتمام الإسلام بقضاء حوائج المحتاجين أنه فتح باب الإيثار ، قال الله تعالى : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } [6] ، وأوصل الإيثار إلى منتهى درجات الكمال فقال تعالى عن أهله صلوات الله عليهم : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } [7] .
[1] من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 57 . [2] الخصال ص 619 . [3] الكافي ج 4 ص 22 . [4] الكافي ج 4 ص 22 . [5] سورة التوبة : 104 ، وراجع وسائل الشيعة ج 9 ص 433 ، وما بعدها من أبواب الصدقة . [6] سورة الحشر : 9 . [7] سورة الإنسان : 8 و 9 .
543
نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 543