نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 490
الباب فنهضت من مكاني أتبعه ، وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل ، والناس يفرجون لي ، وعيني لا تفارقه حتى انقطع عني الناس ، وكنت أسرع الشدة خلفه ، وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه ، فلما حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي ، فقال : هات ما معك ، فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر فيها ، قل له لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة . قال : فوقع علي الزمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف ، قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة فلما كانت سنة سبع وستين اعتل أبو القاسم ، فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره ، وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك ، فقيل له : ما هذا الخوف وترجو أن يتفضل الله بالسلامة فما عليك مخوفة ؟ فقال : هذه السنة التي وعدت وخوفت منها فمات في علته [1] . 3 - روي عن أبي الحسن المسترق الضرير : كنت يوما في مجلس الحسن بن عبد الله بن حمدان ، ناصر الدولة ، فتذاكرنا أمر الناحية ، قال : كنت أزري عليها ، إلى أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما ، فأخذت أتكلم في ذلك . فقال : يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت لولاية قم حين استصعبت على السلطان ، وكان كل من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها ، فسلم إلي جيش وخرجت نحوها ، فلما بلغت إلى ناحية طزر خرجت إلى الصيد ففاتتني طريدة ، فاتبعتها ، وأوغلت في أثرها ، حتى بلغت إلى نهر ، فسرت فيه ، وكلما أسير يتسع النهر ، فبينما أنا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء ، وهو متعمم بعمامة خز خضراء ، لا أرى منه إلا عينيه ، وفي رجليه خفان أحمران ، فقال لي : يا حسين . فلا هو أمرني ولا كناني ، فقلت : ماذا تريد ؟ قال : لم تزري على الناحية ؟ ولم تمنع