نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 9
العقل ، وبه يتميز أحدهما عن الآخر ، ويوصف الفعل بالعدل أو الظلم ، ولكن الأشاعرة ينكرون ذلك الملاك ، ويرون أن أفعاله سبحانه فوق ما يدركه العقل القاصر . ولذلك كل ما يصدر منه فهو عدل ، محتجين بقوله سبحانه : * ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * . [1] وعلى ضوء ذلك يتبين أن وحدة الفرق الإسلامية في وصفه سبحانه بالعدل وحدة صورية ، وإلا فالملاك عند الفرقتين للعدل غير ملاكه عند الأشاعرة . فلو أمر سبحانه بتعذيب الأنبياء والأولياء والصديقين فهو عند الأشاعرة عدل لا مانع من صدوره عنه ، ولكنه عند غيرهم أمر قبيح لا يصدر منه سبحانه . وهو وإن كان متمكنا من ذلك العمل وقادرا عليه لكن حكمته سبحانه تحول دون ارتكابه . هذا كله حول العدل . وأما الإمامة : فيثار حولها نظير السؤال السابق ، فالمسلمون قاطبة يؤمنون بأصل الإمامة وأنه لا بد للمسلمين من إمام يأتمون به ، ولكنهم اختلفوا في خصوصياتها ، فهل الإمامة منصب إلهي كالنبوة لا يناله إلا الأمثل فالأمثل من الأمة ، ولا يمكن الوقوف على القائم بأعباء الإمامة إلا من خلال نصبه سبحانه ؟ أو أنه منصب بشري ومقام اجتماعي يقوم بأعبائه من تعينه طائفة من الأمة ؟ وبذلك تختلف وجهة النظر في واقع الإمامة عند الطائفتين . نبدأ الكلام في الأصل الأول من أصول المذهب ، وهو العدل الإلهي .