نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 8
أما الأول : فيؤمن به الإمامية والمعتزلة ، ويخالفهما الأشاعرة ، وسوف يوافيك تفصيل البحث فيه . وأما الثاني : فهو مما يتميز به المذهب الإمامي الاثنا عشري عن سائر المذاهب ، كما سيوافيك . وربما يثار سؤال وهو أنه كيف يمكن عد الأصل الأول من خصائص الإمامية والمعتزلة على الرغم من أن كافة الطوائف الإسلامية تصف الله سبحانه بالعدل ، ولا نجد بين المسلمين من يقول بأن الله ظالم ليس بعادل ؟ والجواب : أن ما ذكر صحيح ، وأن جميع الفرق تصف الله سبحانه بأنه عادل لا يجور ، غير أنهم يختلفون في معنى " العدل " وكونه عادلا لا جائرا . فالإمامية والمعتزلة أصفقت على أن العدل له مفهوم واحد ، ومعنى فارد ، اتفق عليه قاطبة العقلاء . مثلا : أخذ البرئ بذنب المجرم ظلم يتنزه عنه الله سبحانه ، وهكذا ، فكل ما حكم العقل بفعل أنه ظلم ، فالله سبحانه منزه عنه . وعلى ذلك فالحكم بالعدل وتمييز مصاديقه وجزئياته ، وأن هذا عدل وذاك ظلم كلها ترجع إلى العقل . وأما الأشاعرة فهم وإن يصفون الله سبحانه بالعدل ، لكنهم لا يحددون العدل ، بمفهوم واضح ، بل يوكلون ذلك إلى فعل الله سبحانه ، وأن كل ما صدر منه فهو عدل ، وكل ما نهى عنه فهو ظلم ، وبذلك أقصوا العقل عن القضاء في ذلك المقام . وبعبارة أخرى : أن الشيعة والمعتزلة يرون أن للعدل والظلم ملاكا عند
8
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 8