نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23
عباس وغيره . [1] وهو الظاهر مما رواه الحسين بن خالد ، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، فإنه عليه السلام قال في تفسير الآية : " أليس الله يقول : بغير عمد ترونها ؟ " فقلت : بلى ، قال : " ثم عمد لكن لا ترونها " . ويؤيده ما روي عن الإمام علي عليه السلام ، أنه قال : " هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في الأرض ، مربوطة كل مدينة إلى عمود من نور " . [2] ورواه الطريحي أيضا لكن قال : " عمودين من نور " مكان قوله " عمود من نور " . [3] ولعل المراد من العمودين هما قوتا الجاذبية والطاردة . إن الكتاب الكريم صاغ الحقيقة المكتشفة من قبل " نيوتن " ، بعبارة يسهل فهمها على عامة الناس ، وقال : * ( بغير عمد ترونها ) * . وقد أشار سبحانه في غير واحد من الآيات ، أنه سبحانه هو الممسك للسماوات من الزوال ، وقال : * ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) * . [4] وكونه سبحانه هو الممسك لا يمنع من وجود علل طبيعية حافظة لسقوط السماوات وزوالها ، فقد جرت سنته سبحانه على تدبير العالم من خلال العلل الطبيعية التي هي من سننه سبحانه وجنوده الغيبية . وأشار الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في غير واحد من خطبه إلى خلقة الأرض ، وقال : " أرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوام ، ورفعها بغير دعائم " . وعلى كل تقدير فالتوازن الموجود في خلق السماوات والأرض هو مظهر من
[1] التبيان : 6 / 213 . [2] سفينة البحار : مادة نجم . [3] مجمع البحرين : مادة كوكب . [4] فاطر : 41 .
23
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23