نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 14
وقبل أن نخوض في تفسير الآيات ، نشير إلى مقدمة ، وهي : إن العدلية تصف الله سبحانه بالعدل بالمعنى المتفق عليه بين العقلاء ، وبرهانها على ذلك هو أن العقل قادر على تمييز الحسن عن القبيح ، والعدل عن الظلم ، والله سبحانه بما أنه حكيم لا يجور أبدا ، فهاهنا دعويان : الأولى : أن العقل له القابلية على تمييز الحسن عن القبح ، وأن التحسين والتقبيح من الأمور المنوطة بقضاء العقل . الثانية : إذا تبين أن العدل حسن والظلم قبيح فالله سبحانه موصوف بالعدل ، نزيه عن فعل الظلم . وإليك بيان كلا الدعويين . أما الدعوى الأولى فتدل عليها أمور : الأول : التحسين والتقبيح من الأمور البديهية إن التحسين والتقبيح من الأمور البديهية التي يدركها كل إنسان سليم الفطرة ، فمثلا يدرك أن العمل بالميثاق حسن ، والتخلف عنه قبيح ، أو أن جزاء الإحسان بالإحسان جميل ، وجزاءه بالسيئ قبيح . وهكذا سائر الأفعال التي توصف بالحسن والقبح . وموضوع قضاء العقل بالحسن والقبح هو نفس الفعل بما هو هو ، سواء أكان الفاعل واجبا أم ممكنا ، خالقا أم مخلوقا ، فيوصف الفعل من أي فاعل صدر بأحد الوصفين . وبعبارة أخرى : كما أن مسائل الحكمة النظرية تنقسم إلى نظرية وبديهية ، ويستنبط حكم الأولى من الثانية ، ولذلك عدوا مسألة امتناع اجتماع النقيضين أو
14
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 14