وأرخيت عنه عنانك ؟ " . 18 - وفي ص 49 : قال ( عليه السلام ) : " أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق ، والفعل حد الإخلاص ، فإن مثل الواعظ والمتعظ كاليقظان والراقد ، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفته ومعاصيه صلح إن يوقظ غيره من ذلك الرقاد ، وأما السائر في مفاوز الاعتداء ، والخائض في مراتع الغي ، وترك الحياء باستحباب السمعة والرياء والشهوة ، والتصنع إلى الخلق المتزيي بزي الصالحين ، المظهر بكلام عمارة باطنه ، وهو في الحقيقة خال عنها ، قد غمرتها وحشة حب المحمدة ، وغشيها ظلمة الطمع ، فما أفتنه بهواه ، وأضل الناس بمقاله ، قال عز وجل : * ( لبئس المولى ولبئس العشير ) * وأما من عصمه الله بنور التأييد ، وحسن التوفيق ، وطهر قلبه من الدنس ، فلا يفارق المعرفة والتقى ، فيستمع الكلام من الأصل ويترك قائله كيف ما كان ، قالت الحكماء : خذ الحكمة من أفواه المجانين ، قال عيسى ( عليه السلام ) : جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقاؤه فضلا عن الكلام ، ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم ، فإن ذلك المدعي بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم ، فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعة ، فإن ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته : فمن كان كلامه لا يجاوز فعله ، وفعله لا يجاوز صدقه ، وصدقه لا ينازع ربه ، فجالسه بالحرمة ، وانتظر الرحمة والبركة ، واحذر لزوم الحجة عليك وراع وقته كي لا تلومه فتخسر ، وانظر إليه بعين فضل الله عليه وتخصيصه له وكرامته إياه " . ونقلهما عنه في " المستدرك " : ج 2 ص 363 . 19 - فقه الرضا ( عليه السلام ) ص 376 : ونروي في قول الله * ( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) * قال : " هم قوم وصفوا