responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المحاسن والمساوئ نویسنده : الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 201


الجهد ، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا ، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي ، فهذه حالتي وقصتي ، فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ، ثم قال : " أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت دينارا فهاك ، وأوثرك به على نفسي " ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلاة المغرب مر بعلي في الصف الأول فغمزه برجله ، فسار خلف النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : " يا أبا الحسن هل عندك شئ تعشينا به ؟ " فأطرق علي لا يحر جوابا حياء من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إما أن تقول لا فننصرف عنك ، أو نعم فنجئ معك " ، فقال له : " حبا وتكريما ، اذهب بنا " ، وكان الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تعش عندهم ، فأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ( عليها السلام ) في مصلاها ، وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرجت من المصلى ، فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه ، فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها ، وقال : " كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل " ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه ، فلما نظر علي ذلك وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا ، فقالت : " ما أشح نظرك وأشده ، سبحان الله ، هل أذنبت فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة ؟ " قال : " وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم ، أليس عهدي بك اليوم ، وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين ؟ " فنظرت إلى السماء فقالت : " إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه أني لم أقل إلا حقا " ، قال : فأني لك هذا الذي لم أر مثله ، ولم أشم مثل رائحته ، ولم آكل أطيب منه ؟ " فوضع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كفه المباركة بين كتفي علي ثم هزها ، وقال : " يا علي هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " ، ثم استعبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باكيا ، وقال : " الحمد لله كما لم يخرجكما من

201

نام کتاب : معجم المحاسن والمساوئ نویسنده : الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست