القاهرة : وصح عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الإيثار أن النبي ( عليه السلام ) جاءه ضيف ولم يجد عنده ما يكرمه به ، فقال ( عليه السلام ) : " من يكرم ضيفي هذا وأضمن له على الله الجنة ؟ " فقال علي ( عليه السلام ) : " أنا يا رسول الله " ، فأخذه وجاء به إلى فاطمة ( عليها السلام ) ولم يكن عندها سوى قرصتين قد هيأتهما للإفطار ، فلما كان وقت العشاء أصلحت الزاد ثردة ووضعته بين يدي الضيف وعلي ( عليه السلام ) ، ثم جاءت إلى المصباح كأنها تصلحه فأطفأته ، فأخذ علي ( عليه السلام ) يرفع يده ويضعها في الزاد ، يوهم الضيف أنه يطعم معه وهو لا يأكل شيئا ليكتفي الضيف ، فلما استكفى الضيف أتى بالمصباح وبات علي وفاطمة ( عليها السلام ) طاويين على صومهما ، فأنزل الله في حقهما : * ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) * . الثاني : 1 - ما رواه أهل السنة ، منهم : الغزالي في " إحياء العلوم " ج 3 ص 224 : قال : بات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله ، فأوحى تعالى إلى جبرئيل وميكائيل ( عليهما السلام ) : " إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، أيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ " فاختار كلاهما الحياة وأحباها ، فأوحى الله عز وجل إليهما : " أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه " ، فكان جبرئيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي : " بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة " ، فأنزل الله تعالى * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ) * . 2 - ومنهم الثعلبي في " الكشف والبيان " مخطوط : روى بإسناده عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر