responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 75


وهكذا تحولت حركة التشيع - في ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) - من طابعها الفكري الحاد إلى مرحلتها الحدية والمصيرية التي استنزفت التضحيات ، واستدرت البطولات ، وهزت العروض العاتية ، ودكت الصروح والسدود التي كانت تقف دون مسيرتها ، ونفاظ رسالتها .
وإذ كانت حركة التشيع - في جميع أدوارها ومراحلها - حركة إيجابية ترتكز على العقل والعقيدة ، كان من المحتم أن يبرز فيها الدور الجبار الذي بدأ يجسد لأجيال المسلمين الواقع الفكري والحضاري للإسلام ، وهو يتمثل في المدرسة العقلية والفكرية التي مارسها الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقد ألهم العلم والمعرفة ، وأفاض الفقه والحديث ، وأعد العلماء الذين ظلوا خزنة للعلم وسدنة للدين إلى عصرنا هذا .
وتابع هذه الحركة كل واحد من الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، فخلف لها الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت المعصومين ( عليهم السلام ) أصولا ترتكز عليها ديمومتها وبقاؤها ، فقد بنى الإمام الغائب ( عليه السلام ) على أعقاب غيبته الكبرى صروح النيابة العامة ، التي ترجع إليها أجيال الشيعة في عامة شؤونهم وأحداثهم .
وكان من العوامل الفعالة التي ساقت حركة التشيع هذه إلى الديمومة والاتساع هو دور العلماء الذين جاهدوا في أداء رسالتهم ، وبذلوا دماءهم ومدادهم في سبيل نشر الفكر الشيعي ، ودعمه وتركيزه .
ثم كان من العوامل الفعالة في انتشار الفكر الشيعي ، واتساع رقعة التشيع ، واستمراريته : هو ظهور عديد من الحكومات الشيعية التي أقامت حكمها في قطاعات مختلفة من العالم ، خلفت آثارا حضارية وفكرية لا يزال المسلمون ينعمون بها ، وتتمثل ذلك بالأزهر الشريف ، وبما ينوء به من المسؤوليات الفكرية والثقافية في أوسع رقاع العالم الإسلامي وأشملها .

75

نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست