نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 366
ومن المسلمين به لدى العقلاء أن الأمور التي لم يبلغ العلم بها مبلغ اليقين ، تكون ملتقى لوجهات نظر مختلفة . ومن المسلم به لديهم أيضا ضرورة احترام كل واحد من الباحثين لوجهة نظر الآخرين في المسائل المتحملة لضروب من العراك الفكري ، حتى أنهم ليختلفوا ويكونون في ذات الوقت أصدقاء وأحباء وأصفياء . ورحم الله من يقول : " اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " . ولقد رفع الإسلام راية السماحة عالية ، فقال في كتابه الكريم : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) . وإذا كان الإنسان يحب لنفسه أن يستمتع بالحرية ، فيقول ، ويعلن ما يهديه إليه بحثه وتفكيره ، فلا يليق به أن ينكر على إنسان مثله حقه في أن يقول ويعلن ما يهديه إليه بحثه وتفكيره كذلك . وحسب المسلمين فخارا أنهم اجتمعوا على أصول دينهم لم يختلفوا فيها : فالألوهية في أسمى مكان من التقديس في نفوس المسلمين . وعقيدة البعث ، والإقرار بالنبوة ، وحاجة البشر إليها ، وختامها بسيد ولد آدم " محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) " . وصدق القرآن الكريم ، وما صح منه حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . كل أولئك يحتل من نفوس جميع المسلمين مكانة لا تطاولها قداسة أي دين آخر في نفوس أتباعه . قلت ذلك وأكثر من ذلك في رسالتي " بين الشيعة وأهل السنة " رغم أني لم أقل في هذه الرسالة كل ما أحب أن أقوله ، نظرا لظروف الطبع وقت ذاك .
366
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 366