نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 278
وإليك نص ما قاله الدكتور طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى 2 / 98 طبعة دار المعارف بمصر عام 1953 م : وأقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية ، وعن ابن السوداء في حرب صفين : إن أمر السبئية وصاحبهم ابن السوداء إنما كان متكلفا منحولا . قد اخترع بأخرة حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية . أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم ، والنيل منهم . ولو قد كان أمر ابن السوداء مستندا إلى أساس من الحق ، والتاريخ الصحيح لكان من الطبيعي أن يظهر أثره وكيده في هذه الحرب المعقدة المفصلة التي كانت بصفين . ولكان من الطبيعي أن يظهر أثره حين اختلف أصحاب علي في أمر الحكومة . ولكان من الطبيعي بنوع خاص أن يظهر أثره في تكوين هذا الحرب الجديد الذي كان يكره الصلح وينفر منه ويكفر من مال إليه أو شارك فيه . ولكنا لا نرى لابن السوداء ذكرا في أمر الخوارج . فكيف يمكن تعليل هذا الإهمال ؟ أو كيف يمكن أن نعلل غياب ابن سبأ من وقعة صفين وعن نشأة حزب المحكمة ؟ ! . أما أنا فلا أعلل الأمرين إلا بعلة واحدة ، وهي : أن ابن السوداء لم يكن إلا وهما ، وإن وجد بالفعل فلم يكن ذا خطر كالذي صوره المؤرخون وصوروا نشاطه في أيام عثمان وفي العام الأول من خلافة علي . وإنما هو شخص أدخره خصوم الشيعة وحدهم ولم يدخروه للخوارج . . . الخ .
278
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 278